فضل صلاة التطوع

من طرف **sara** الأربعاء فبراير 10, 2010 2:10 am

صلاة التطوع :هي الصلاة الغير المفروضة ،كالسنن التي يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها ، فحكمة مشروعيتها :أنها تكون جبرا لما عسى أن يكون قد وقع في الفرائض من نقص، والنوافل لها ثواب عظيم وأجر كبير قد تكون سببا في نجاة صاحبها يوم القيامة
فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة،يقول ربنا لملائكته – وهو أعلم – أنظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فان كانت تامة كتبت له تامة ،وان كان انتقص منها شيئا قال :أنظروا هل لعبدي من تطوع فان كان له تطوع قال :أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ،ثم تؤخذ الأعمال على ذلك )) رواه أبو داود
وقد بين فضلها الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر أثرها وأهميتها العظمى فعن أبى إمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((ما أذِن الله لعبد في شيء أفضل من ركعتين يصليهما ،وان البِرّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ ّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّْ ليذر فوق رأس العبد ما دام في صلاته )) رواه أحمد والترمذي
وروى مسلم بن ربيعة بن مالك الأسلمى قال ((سل ؟ فقلت أسألك مرافقتك في الجنة .فقال : " أو غير ذلك ؟ "قلت هو ذاك قال :فأعنى على نفسك بكثرة السجود )) يعنى كثرة صلاته تطوعا ركوعا وسجودا رواه أحمد والترمذي وصححه السيوطي
* ويستحب صلاة التطوع في البيت روى أحمد عن عمر :أنا الرسول صلى الله عليه وسلم قال ((صلاة الرجل في بيته تطوعا نور فمن شاء نور بيته )) أي بصلاته فيه وقال الإمام النووي :اتما حث على النافلة في البيت لكونه أخفى وأبعد عن الرياء وأصون من محيطات الأعمال وليتبرك البيت بذلك وتنزل فيه الرحمة والملائكة وينفر منه الشيطان
*ويستحب طول القيام على كثرة السجود في التطوع فقد روى البخاري ومسلم عن المغيرة بن شعبة أنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقوم ويصلى حتى ترم قدماه،أو ساقاه، فيقال له ،فيقول ((أفلا أكون عبدا شكورا )) وسئل أي الأعمال أفضل،قال "طول القيام " قيل أي الصدقة أفضل قال "جهد المقل " قيل فأي الهجرة أفضل قال "من هجر ما حرم الله عليه " قيل فأي الجهاد أفضل ؟ قال "من جاهد المشركين بماله ونفسه " قيل :فأي القتل أشرف ؟ قال "من أهريق دمه وعقر جوداه " ))فهذا يدلنا على فضل طول القيام في الصلاة واستحبابه
* أنواع التطوع ينقسم التطوع إلى تطوع مطلق وتطوع مقيد فالتطوع المطلق يجوز أن يقتصر فيه على نية الصلاة، فإذا شرع في تطوع ولم ينوى عددا فله أن يسلم من ركعة وله أن يزيد فيجعلها ركعتين أو ثلاثة أو مائة أو ألفا ، ولو صلى عددا لا يعلمه ثم سلم صح بلا خلاف ، وصلاة التطوع الطلق بالليل أفضل من النهار روى الإمام البيهقى بإسناده أن أبا ذر رضي الله عنه صلى عددا كثيرا فلما سئل قال له الأحنف بن قيس رحمه الله :هل تدرى انصرفت على شفع أم على وتر ؟ قال :إن لا أكن أدرى فان الله يدرى . انى سمعت خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول : ثم بكى ثم قال انى سمعت خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول ((ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة ))
أما التطوع المقيد ينقسم إلى ما شرع من الفرائض ويسمى السنن الراتبة ومنه النوافل المؤكدة لذاتها لا لفريضة تتبعها وهى
قيام الليل قال ابن عباس رضي الله عنهما: " ومن الليل فتهجد به نافلة لك " يعنى بالنافلة أنها للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة ،أْ مِرَ بقيام الليل وكتب عليه : أخرجه ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مروديه وأجاب الجمهور بأن معنى الآية:جعل الله التهجد نفلا في حقك زيادة لدرجاتك وشكرا منك ،أما في حق الأمة فشرع زيادة في الدرجات وتكفيرا للسيئات ومن فضل قيام الليل ما جاء في كتاب الله عز وجل فقال ((وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ))سورة الفرقان ومن مستحباته: أن ينوى عند نومه قيام الليل، فعن أبى الدر داء :أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((من أتى فراشه وهو ينوى أن يقوم فيصلى من الليل فغلبته عينيه حتى يصبح كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه )) رواه النسائي وابن ماجه بسند صحيح
ومن مستحباته أن يمسح النوم عن وجهه عند الاستيقاظ ويتسوك وينظر في السماء ثم يدعو بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول ((لا اله إلا أنت سبحانك أستغفرك لذنبي وأسألك رحمتك ، اللهم زدني علما ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة انك أنت الوهاب الحمد لله الذي أحبانا بعد ما أمتنا واليه النشور ثم يقرأ العشر الأواخر من سورة آل عمران ثم يقول اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ،ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت الحق ولقائك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد حق والساعة حق ،اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت واليك أنبت وبك خاصمت واليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت الله لا اله إلا أنت )) كما ورد في البخاري ومسلم
وأن يفتتح صلاته بركعتين خفيفتين ثم يصلى بعدها ما يشاء وأن يقظ أهله ولا يصلى إذا غلبه النوم وأن يصلى ماتيسر له بقدر طاقته فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((خذوا من الأعمال ما تطيقون فوالله لايمل الله حتى تملوا )) رواه البخاري ومسلم
وأفضل وقت لقيام الليل هو الثلث الأخير من الليل فعن أبى هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((ينزل ربنا عز وجل كل ليلة إلى سماء الدنيا ،حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول :"من يدعوني فأعطيه ، ومن يستغفرني فأغفر له )) رواه البخاري ومسلم
أما عن عدد ركعاتها ليس لصلاة الليل عدد مخصوص ولا حد معين فهي تتحقق ولو بركعة الوتر بعد صلاة العشاء فعن سمرة ابن جندب رضي الله عنه قال ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلى من الليل ما قل أو كثر ونجعل آخر ذلك وترا )رواه الطبراني والبراز وعن إياس بن معاوية المزني رضي الله عنه :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((لا بد من صلاة بليل ولو بمقدار حلب شاة ،وما كان بعد صلاة العشاء فهو من الليل )) رواه الطبراني
ومن فاتته صلاة الليل لعذر قضاه بالنهار فقد روى مسلم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة وروى الجماعة إلا البخاري عن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :من نام عن حزبه أوعن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب كأنما قرأه من الليل
نفعنا الله بصالح العمل وآتانا من فضله