ماذا أعددنا للسنة الهجرية القادمة

واحسرتاه تقضي العمر وانصرمت ... ساعاته بين ذل العجز والكسل
والقوم قد أخذوا درب النجاة وقد ... ساروا إلى المطلب الأعلى على مهل




والنصيحةُ التي ينبغي للانسان أن ينصح نفسهُ بها في إستقبال هذا العام، هو أن ينضر ماذا أودع العام الماضي من أعملٍ صالحه وماذا قام فيه من الاعمال التي تنفعه وتنفع غيره من المسلمين ولا سيما طالب العلم، فإن طالب العلم عليه واجبان، واجبٌ لنفسه وواجبٌ لغيره لإن العلم الشرعي إرث محمد صلى الله عليه واله وسلم وقد ثبت عنه صلى الله عليه واله وسلم أن العلماء ورثة الانبياء، وإذا نضرنا في حال الانبياء وعلى رأسهم خاتمهم محمدٌ صلى الله عليه واله وسلم، وجدنا أنهم أبلوا بلاءً حسنً في عباداتهم خاصه وفي دعوتهم الخلق الى الحق، وقد كان النبي صلى الله عليه واله وسلم أتقى الناس وأخشى الناس لربه وكان يقوم في اليل حتى تتفطر قدماه وتتورم من طول القيام فيسئل في ذالك فيقال إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيقول أفلا أحب أن أكون عبداً شكورى، وفي مجال الدعوة الى الله دعى صلى الله عليه واله وسلم قومه إلى توحيد الله وعبادته فرأء منه الاذاء حتى كانوا يلقون سلى الجزور على ضهره وهو ساجد تحت بيت الله، حتى تمارءوا عليه لما ذكر الله سبحانه وتعالى { وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك }الايه [النساء/6] فكان النقاش بينهم على هذه الامور الثلاثه،ا لثبات وهوالحبس والقتل هو الاخراج فأذن الله سبحانه وتعالى بالخروج بالهجرةِ من مكه الى المدينه ونصرهُ الله سبحانه وتعالى عليهم، حتى عاد بعد ثمان سنوات إلى مكه فاتحاً منصوراً ضاهراً ولله الحمد،

فأقول إن على طلبة العلم واجبين الواجب الاول: لأنفسهم

والواجب الثاني لغيرهم من الناس أن يعلموهم ويرشدوهم ويدعوهم الى الله وأن يبينوا الحق الذي جاء به الكتاب والسنه لما يتعلمونه من أساتذتهم وبما يتعلمونه لانفسهم من الكتب وبما يسمعونه من الاشرطه الصادره عن من يثق بعلمه، ولا شك أن نشر العلم سببٌ للقيام لطاعة الله سبحانه وتعالى، كما هو معروف فإن الرجل يأتي الى يلقي بينهم كلمةً واعضه موجه فيتفرقُ الناس و قد فهموا ما قال ثم يأخذونها بتطبيقه في أنفسهم وفي غيره وهذا أمرٌ مشاهدٌ معلوم،

وعلى الانسان في إستقبال هذا العام أن يعد نفسه في الجد والاجتهاد وتكميل ما نقص في العام الماضي وتحسين ما كان فيه شئٌ من الاعوجاج أو الانحراف حتى يستقبل هذا العام بجدٍ ونشاط وليعلم أن الانسان إذا عود نفسه الكسل إعتاد عليه وصعب عليه أن ينشط بعد ذالك وإذا عود نفسه الحركه النشاط وبث الوعي الديني للامه سهل عليه ذالك وكان هذا ديدنٌ له حتى إنه ليحزن ويضيق صدرهُ إذا لم يقم بهذا العمل.

وخذ لنفسك نورا تستضيء به ... يوم اقتسام الورى الأنوار بالرتب
فالجسر ذو ظلمات ليس بقطعه ... إلا بنور ينجي العبد في الكرب



قال أحدهم :



أفنيت عمرك في اللذات تطلبها ... واخيبة السعي بل واضيعة العمر
قف في ديار بني اللذات معتبرا ... وانظر إليها ولا تسال عن الخبر


ولكن إذا عود الإنسان نفسه النشاط في العبادة بكل انواعها في المحافظة على الصلوات الخمس
جماعة وصيام الإثنين والخميس وقراءة القرأن وحفظه , والصدقة على المحتاجين
وصلة الأقارب والمداومة على العمرة وبث الوعي الديني في الأمة ونشر العلم النافع
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , سهل عليه ذلك وكان ديدناً له حتى إنه ليحزن
ويضيق صدره إذا لم يقم بهذا الأمر.

إن شئت أن تدخل الجنات مجتنبا ... قطوفها فتفوق النار بالجنن
وباشر الناس بالمعروف مجتهدا ... وراقب الله في سر وفي علن
كيف لا يكون العبد في هذه الدار غريبا وهو على جناح سفر لا يحل
عن راحلته إلا بين أهل القبور فهو مسافر في صورة قاعد
وقد قيل :


وما هذه الأيام إلا مراحل ... يحث بها داع إلى الموت قاصد
وأعجب شيء لو تأملت أنها ... منازل تطوى والمسافر قاعد


وقال أحدهم :


فبادر إِذا ما دام فى العمر فسحة ... وعدلك مقبول وصرفك قيم
فما فرحت بالوصل نفس مهينة ... ولا فاز قلب بالبطالة ينعم
فجدَّ وسارع واغتنم ساعة السري ... ففى زمن الإِمكان [تسعى وتغنم]
وسر مسرعاً فالسير خلفك مسرع ... وهيهات ما منه مفر ومهزم
فهن المنأيا أى واد نزلته ... عليها [قدوم] أو عليك ستقدم

merci

عفوا وشكرا لمروركم أحبيتي في الله

شكرا

عفوا وهذا واجبي

وشكرا لمروركم