هذه تصلى و هذه تصلى ... ولكن ؟؟؟
هذه تصلى و هذه تصلى ... ولكن ؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه تصلي وتقرأ القرآن .. وتلك تصلي وتقرأ القرآن ،الأولى تحقق لها والثانية لا.. ليــه؟
أخواتي الغاليات ..
أظنكم تتفقون معي أن هناك أختا تقرأ القرآن كل يوم وتصلي النوافل بعد الفرائض وتستغفر ويتحقق لها كل ما تريد وتعيش سعادة عظيمة .. حتى لو تأخر مرادها في النهاية يأتيها ..
وأخرى أيضا أصبحت تصلي النوافل بعد المحافظة على الفرائض وتقرأ القرآن كل يوم وتستغفر .. ومع هذا لم يتحقق لها مرادها .. فما كان منها إلا أن تشكت هنا وهناك وفتحت المواضيع تندب حظها .. بل وصل بها الشك في صدق وعد الله !! حين قال جل وعلا : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (النحل97)
يا ترى ما الفرق بين الاثنتين ؟
في الظاهر كلهم ســــــــــــواء
لكن ماذا عن الباطن ؟ القلب ؟ النية ؟ هنا الاختلاف ...
أختي الغالية ..
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات ) ..
فلا تصلي من اجل ان تتزوجي .
لا تستغفري من اجل ان تحصلي على شيء..
لا تقرأي القرآن من اجل دنيا ..
لا ..... الخ
اذا اردتِ ان تصلي قفي بين يدي ربك وفرغي قلبك من
كل شيء واطرحي همومك الدنيوية جانيا وفوضيها الى
الله ملك الملوك .. لكن مشكلة الكثير من البنات والناس
عموما ، أنهم اذا فزع الواحد منهم الى عمل صالح علّ
الله يفرج عنه .. يكون باله مشغول بذلك الهم !!! وهذا هو الخطأ من ناحية نفسية ومن ناحية شرعية ..
أما من ناحية الشرع فهذا لا يجوز بل هو شرك أصغر ..
متى يكون العمل شركاً أصغر ( خفي ) في باب الإرادة والقصد ؟.
العمل إذا عُمل لأجل مصلحة دنيوية يكون شركاً أصغر ( خَفي ) إذا توفرت فيه ثلاث شروط :
1 / أن يكون هذا العمل تعبدي .
2 / أن يكون قام به لأجل مصلحة دنيوية .
3 / أن لا يكون هو الغالب على كل أعماله وأحواله
ومن ناحية نفسية الهم والقلق الذي يلازمها حتى وهي في اجل وانفس الاوقات ( تقربها من الله ) ..
أيضا أصبحت تمسك القرآن وتقرأه من أجل الفرج .. لا من أجل أن الله أمرنا بتلاوة كتابه وتعاهده ونهانا عن هجره !!! هل تعلمين ماذا قال ابن عباس - حبر الأمة وعالمها وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنه ..؟
قال : ( من لم يختم القرآن كل شهر فقد هجره ) !!!
كذلك نية الاستغفار جعلتها من أجل تحقيق أمر دنيوي .. فهي تستغفر والفكرة التي تريدها مسيطرة على قلبها وذهنها .. بدلا من اسشعار ذنوبها وتقصيرها في جنب الله ...
ماذا لو طبقتِ ما فعلته الاخت الأولى التي يتحقق مرادها وتعيش سعادة عظيمة .. ماذا ستجنين ؟
- ثواااااب عظيم من الله في اي عمل صالح تعملينه
- سعادة وراحة نفسية وطمأنينة ..
- تحقيق مرادك ومبتغاك ..
- القرب من الله ومحبته لك ..
فكيف إذن أحقــــقُ ذلك ؟
إنها النّيــّـة.. !
القلب هذا الذي في جوفك وجهيه الى الله عز وجل خالق السموات والأرض .. تريدين ثوابه ومغفرة ذنوبك .. تريدين الأنس والقرب منه .. تريدين ان يحبك ويرضى عنك .. تريدين جنة عرضها السموات والأرض .. إجعلي كل ذلك نيتك .
كيف يكون هذا عمليا ؟؟
إمسكي مصحفك واجلسي وليس في قلبك سوى هذه النية - متوكلة على الله - وابدأي عيشي جو روحاني مع كلام العلىّ العظيم .. اجعلي هذه الآيات تخاطبك بكل ما فيها من أحكام ومواعظ وقصص .. لا تجعلي القرآن كأي كتاب الّفه شخص من الناس !!! بل وانتِ تقرأي استشعري أن الله الجبار الكريم العظيم مالك الأسماء الحسنى والصفات العُلى يكلمك أنتِ الضعيفة المسكينة الفقيرة .. وأنتِ تقرأي اعلمي أن كل آية تعنيكِ .. وأن الله يخاطبك بها ..
صدقيني لن تقرأي صفحة ولا صفحتين .. بل جزء وجزئين ..
وتشعرين باللذة والسعادة التي لا تستطيعي أن تصفيها لأحد .. حتى قال أحد السلف : ( لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف ) !!
كذلك الصلاة ... الاستغفار .. الـدعاء ........ الخ
إحدى الأخوات تقول عندي هموم وآمال أود أن تتحقق فأصبحت أجلس من بعد صلاة عصر الجمعة حتى أصلي المغرب أجلس على سجادتي أقرأ القرآن وأستغفر وأقول أذكار المساء وأصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم .. تقول اشعر ان الوقت طويل لأنني افعل ذلك ليُحقق الله لي آمالي فيكون نصب عيني ما اريد تحقيقة فأشعر ان المسافة طويلة ..
لكن بعد ان صححت نيتي وجعلتها لله تعالى .. والله اني اجلس اقرأ القرآن ( جزئين ) ثم الأذكار والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ثم ادعو الله بما أشاء .. أقسم بالله كأنها عشر دقائق ...
قلت سابقا أن تلك الأخت الثانية يسيطر عليها التفكير في همومها وآمالها .. فإذا شرعت في العبادة لازالت مستصحبة هذه النية في العبادة .. وقلت لك هذا لا يجوز بل هو شرك ..
قال الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : ( باب : من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا )
في كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد قال كلاما أنقل لك نصه: (باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا) أن العمل لأجل الدنيا شرك ينافي كمال التوحيد الواجب ويحبط الأعمال وهو أعظم من الرياء لأن مُريد الدنيا قد تغلب على إرادته تلك على كثير من عمله وأما الرياء فقد يعرض له في عمل دون عمل ولا يسترسل معه والمؤمن يكون حذرا من هذا ومن هذا .(انتهى كلامه)
وهنا ايضا فتوى للشيخ /الشيخ العلامة عبدالله بن غنيمان حفظه الله
س4/ إذا عمل العامل عملاً ابتغى به ثواب الله تعالى في الدنيا،مثل حصول طول العمر بصلة الرحم،وسعة الرزق،ولم يرد ثواب الآخرة،ولكنه أيضاً لم يرد ثواب المخلوقين،فهل يعد هنا من الشرك،وهل له ثواب في الآخرة؟
ج4/ من عمل عملاً مما هو عبادة يراد به وجه الله،وليست له رغبة في الآخرة وإنما رغبته ومقصوده ونيته الدنيا،فإن ذلك من الشرك،كما قال تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفِ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون}.(هود15) ..... {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر9
وقد عقد شيخ الإسلام ابن عبدالوهاب- رحمه الله-باباً في كتاب التوحيد بقوله: (باب من الشرك:إرادة الإنسان بعمله الدنيا) ،أي أنه يعمل عملاً من الأعمال التي هي مما يراد به وجه الله،أي العبادات،وليست له رغبة في الآخرة،وإنما رغبة في الدنيا فقط،كتحصيل وظيفة أو تحصيل مال،أو تحصيل زوجة،وما أشبه ذلك،ولهذا جاء قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله،ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها،فهجرته إلى ما هاجر إليه)) أي ليس له إلا ذلك الذي نواه،وكذلك كونه يصل الرحم لأجل طول العمر فحسب،لأن صلة الرحم قربة يجب ألا يلتفت إلى أمور الدنيا أبداً،ولكن يجب أن تكون أعماله مقصودة بها وجه الله ، ويريد بذلك رضاه والفوز بالجنة،وإذا كان هناك شيء من أمور الدنيا فيجب أن يكون تبعاً ، فإذا كان تبعاً فلا يضره،لأن الله تعالى جل وعلا أخبرنا أن الصحابة الذين قاتلوا يوم أحد،كان منهم من يريد الدنيا كما قال: {منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة} ولكن الباعث على القتال،والخروج هو إعلاء كلمة الله ونصر دينه،والدفاع عنه،ولا يمنع من هذا كونهم ييدون المغنم تبعا، ليس مقصوداً في الأصل ، ولا هو الباعث على العمل الصالح،وإذا كان الإنسان يصل الرحم لأنه يمتثل أمر الله ويلاحظ مع هذا،أنه يكون فيه زيادة عمر فلا بأس بهذا ...
يجب أن يمتلأ القلب بحُب المُنعم سبحانه وتعالى وَحْدَهُ لأنه هو مالك كل النعم ....{ وما بكُم مِنْ نِعْمَة فمِنَ الله } النحل53
--
منقول للفائدة
ولأن الموضوع منقول لم أغيّر فيه لكن الرسالة للرجال أيضا طبعا فالكل مُكلف بالتوحيد .....
-الأربعاء 15 ذو الحجة 1430
-
Raouand- << مشرف عــــــــام >>
- عدد المساهمات : 2429
تاريخ التسجيل : 16/09/2009
العمر : 32
الموقع : osbrazil.alafdal.net
رد: هذه تصلى و هذه تصلى ... ولكن ؟؟؟
sara- << مشرف عــــــــام >>
- عدد المساهمات : 1573
تاريخ التسجيل : 20/09/2009
sara- << مشرف عــــــــام >>
- عدد المساهمات : 1573
تاريخ التسجيل : 20/09/2009
Raouand- << مشرف عــــــــام >>
- عدد المساهمات : 2429
تاريخ التسجيل : 16/09/2009
العمر : 32
الموقع : osbrazil.alafdal.net
sara- << مشرف عــــــــام >>
- عدد المساهمات : 1573
تاريخ التسجيل : 20/09/2009
Raouand- << مشرف عــــــــام >>
- عدد المساهمات : 2429
تاريخ التسجيل : 16/09/2009
العمر : 32
الموقع : osbrazil.alafdal.net
رد: هذه تصلى و هذه تصلى ... ولكن ؟؟؟
الذي خلقنا حتى نعبده و نسجد له
و نعبده لاننا نحبه و ندعوه لانه هو المجيب
طبعا يكون لوجه الله خالصا
ليس لاجل شيئ دنيوي
حقا استفدت مما كتبته
بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك
Aya.z- -:-> مشرف مميز <-:-
- عدد المساهمات : 1159
تاريخ التسجيل : 16/09/2009
العمر : 31
رد: هذه تصلى و هذه تصلى ... ولكن ؟؟؟
Raouand- << مشرف عــــــــام >>
- عدد المساهمات : 2429
تاريخ التسجيل : 16/09/2009
العمر : 32
الموقع : osbrazil.alafdal.net