جـودا بدمْعِكُمـا عَيْنـيَّ و انتحِبـا
فالخطبُ أبكى شموسَ الكونِ و الشُّهُبا
خطبٌ ألمَّ بنفسي و النهـارُ ضحـىً
فاهتاجَ خاطرها و اغتـمَّ و اضطربـا
يا ويحَ نفسي ، و نيرانـي تُحرّقنـي
و الحزنُ يُشعلُ في أحشائـيَ اللَّهَبـا
ما كنتُ من صخرةٍ صمّـاءَ يضربهـا
موجٌ فأرضخُ للمـوجِ الـذي ضربـا
لكننـي مسـلـمٌ حــرٌ تحرِّكـنـي
إذا اْدلهمّـتْ خطـوبٌ عـزةٌ و إبـا
كتابُ ربي و منهاجـي و مدرستـي
قد دَنَّسَتْهُ يـدُ الخنزيـرِ ، وا عجبـا
كلبٌ يُدنِّـسُ آيـاتِ الكتـابِ ، فمـا
مِنْ عالـمٍ ساخـطٍ أو حاكـمٍ شَجَبـا
هبّتْ شعـوبُ بنـي الأفغـانِ ثائـرةً
تكادُ تلمـس مـن زلزالهـا السُّحُبـا
و نحنُ نأكلُ مـن أطبـاقِ حسرتنـا
ذُلاً ، و نقتسـمُ الويْـلاتِ و الكُرَبـا
و ندَّعـي أننـا فـي أصلنـا عَـرَبٌ
بئس العروبةُ إنْ لمْ تُصْلِـحِ العَرَبـا
ما طائلُ الفخرِ بالأنسابِ فـي زَمَـنٍ
لا يعرفُ الفخرَ و الألقـابَ و النَّسَبـا
و ليسَ مِنْ لغةٍ غيـرُ التـي عَرَفَـتْ
سامٌ ، تجذُّ يـدَ المغـرورِ و الذَّنّبـا
و ليـس يثـأرُ للقـرآنِ غيـرُ يـدٍ
ناريةٍ ، تُمسـكُ القـرآنَ و القُضُبـا
لنْ تهـدأَ النـارُ إلا حيـن يُطفئهـا