تفسير قوله تعالى { وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ
تفسير قوله تعالى { وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ
تفسير قوله تعالى { وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ
التفريغ من كلام الشيخ
أما ما يتعلق بالسؤال عن الآية التي ذكرها في قوله: (إِنَّ هَٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ) فهذه في سياق قصةٍ وقعت على نبي الله داود، فإن الله سبحانه وتعالى ذكر هذه القصة في قوله: { وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ﴿٢١﴾ إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ… إلى آخره}
فذكر الله هذه القصة مصدراً لها بالاستفهام الدال على التشويق {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ}؛ أي: دخلوا من السور لا من الباب؛ لأن الباب كان مغلقًا، والمحراب مكان العبادة، وليس هو الذي نعرفه الآن طاق القبلة، ولكنه مكان العبادة ولو كان حجرة مدورة أو مربعة.
المهم أنهم لما تسوروا عليه الجدار فدخلوا عليه فزع منهم؛ لأن ذلك على خلاف العادة، وما خرج عن العادة فطبيعة البشر تقتضي أن يفزع منه؛ لا سيما في مثل هذه الصورة فقالوا له: لا تخف، خصمان يعني: نحن خصمان، بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط؛ ثم ذكروا القصة إن هذا أخي له تسعٌ وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة والنعجة هي الواحدة من الشياه، ولي نعجةٌ واحدة فقال: أكفلنيها وعزني في الخطاب، أي: غلبني في خطابه لقوته وفصاحته وبيانه، فقال له داود: لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه فحكم له داود عليه الصلاة والسلام دون أن يسمع من خصمه، وطريقة الحكم أن لا يحكم الحاكم حتى ينظر ما لدى الخصم قال الله تعالى: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ}؛ أي: أيقن أننا اختبرناه بهذه الخصومة وذلك أنه -عليه الصلاة والسلام- اشتغل بالعبادة الخاصة عن الحكم بين الناس؛ فأغلق الباب دونهم، والحاكم ينبغي له أن يكون فاتحًا بابه لمن يأتيه من الخصوم؛ حتى يحكم بينهم، وأيضًا حكم للخصم دون أن يسمع حجة خصمه، وأيضاً تعجل بذلك أي بالحكم قبل سؤال الخصم؛ من أجل أن يرجع إلى عبادته، فعلم -عليه الصلاة والسلام- أن الله اختبره بهذا فخر راكعًا وأناب تائبًا إلى لله -عز وجل- قال الله تعالى: {فَغَفَرْنَا لَهُ ذَٰلِكَ}
وما يروى في هذه القصة من أن داود -عليه الصلاة والسلام- رأى زوجة رجلٍ فأعجبته فتحيل على الوصول إليها بأن أمره أن يخرج في الغزو ليقتل فيأخذ زوجته؛ فهذا كذب لا يليق بأدنى واحدٍ من الناس عقلاً وأمانة؛ فكيف بنبي الله داود -عليه الصلاة والسلام- وهذه القصة مما دسه اليهود على بعض الناس؛ حتى فسر بها كلام الله -عز وجل- فلا يجوز لأحد أن ينزل الآية على ذلك، ولا أن يروي هذا للناس إلا إذا كان يريد أن يبين أنها ضعيفة وباطلة فهذا لا بأس به بل هو واجب؛ لأن الناس قد اشتهر عند كثيرٍ منهم أن هذه القصة هي ما ذكرت من أن داود أعجبته زوجة رجلٍ من الناس فتحيل على ذلك بأن بعثه للغزو فيقتل فيأخذ زوجته من بعده، وهذا كذبٌ لا يجوز ذكره إلا لمن أراد أن يبين أنه كذب نعم.[/b]
بعض الأسباب المعينة على إصلاح حياة القلوب للشيخ صالح الفوزان حفظه الله
[size=16]من هنا
http://www.rofof.com/12pxowh14/Dow.html]
****
[/size]
رد: تفسير قوله تعالى { وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ
تقبل مروري
Raouand- << مشرف عــــــــام >>
- عدد المساهمات : 2429
تاريخ التسجيل : 16/09/2009
العمر : 32
الموقع : osbrazil.alafdal.net
رد: تفسير قوله تعالى { وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ
و الله ابدعت جزاك الله خيرا
تحيتي
Aya.z- -:-> مشرف مميز <-:-
- عدد المساهمات : 1159
تاريخ التسجيل : 16/09/2009
العمر : 30
رد: تفسير قوله تعالى { وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ
وجزاك خيرا ونفع بك
شكرا على الموضوع المميز والراقي
جعله الله في ميزان حسناتك ان شاء الله
hamid- عضو نشيــــط
- عدد المساهمات : 62
تاريخ التسجيل : 20/03/2010
العمر : 36
الموقع : ولد غيلاسة