فضيلة الصدق

من طرف **Raouand** الخميس يناير 28, 2010 12:35 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

------------------

فضيلة...الصدق

----------

الحمد لله رب العالمين ، والعافية للمتقين ، ولا عدوان اٍلا على الظالمين، نحمده

ونشكره ، ونتوب اٍليه ونستغفره ونسأله أن يهدينا جميعا اٍلى صراطه ألمستقيم،

ونشهد أن لا اٍله اٍلا الله خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ، ونشهد أن

سيدنا وشفيعنا رسول الله سيد المجاهدين ، واٍمام المتقين، اللهم صل وسلم وبارك

عليه وعلى اّله واصحابه واتباعه، الذين لم تشغلهم دنياهم عن أخراهم ، بل

عمروادنياهم بالاٍيمان والعمل الصالح فكانوا من الفلحين .

كلمة الصدق منالكلمات التىتطرق السمع فيرتاح لهاا لقلب ، لأنها كلمة جميلة تدل

على القوة والثبات .

والصدق هو مطابقة ما ينطق به اللسان، لما هو مستكن بالقلب والوجدان ،أما اٍذا قال

الاٍنسان كلاما بلسانه يخالف ما فى ضميره وفى نفسه ، فلا يكون صادقا بدليل أن

ألمنا فقين كا نوا يقولون بأ لسنتهم للرسول صلى الله عليه وسلم نشهد أنك رسول

الله ، ومع هذا كذبهم الله - تعالى - ولعنهم لأنهم يقولون ما ليس فى قلوبهم.

قال- تعالى - ( اٍذا جاءك المنافقون قالوا نشهد اٍنك لرسول الله ، والله يعلم اٍنك

لرسوله والله يشهد اٍن المنافقين لكا ذ بون ) .

فاٍذا قال الناس اٍن فلاناَ صا دق ، فمعنى ذلك أنه يخبر بلسانه عما هو مستقر فى قلبه

، أما اٍذا قالوا بأن فلاناَ صدِيق ، فمعناه ، أنه ملازم للصدق فى أقواله وفى أفعاله

وفى كل أحواله .

قال - تعالى - ( واذْ كر فى الكتاب اٍبراهيم اٍنه كان صد يقا نبيا )سورة مريم اّية41

وقال - سبحانه - ( واذكر فى الكتاب اٍدريس اٍنه كان صديقا نبيا * ورفعناه مكانا عليا )

سورة مريم 56 ،57 .

وقال - عز وجل - ( ما المسيح ابن مريم اٍلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه

صديقة )سورة المائدة اّية 75 .

أى : وأمه مريم موصوفة بملازمك الصدق والعفاف والطهارة فى كل أقوالها وأعمالها

وسلوكها .

وفضيلة الصدق من صفات الله - تعالى - وهذا يدل على سمو مكانتها ، وعلو شأنها.

قال - تعالى -( ومن أصدق من الله قيلا )سورة النساء اّية122 .

وقال - سبحانه - ( ومن أصدق من الله حديثا )سورة النساء اّية 87 .

أى: لا أحد أصدق فى الحديث وفى القول من الله عز وجل .

وهى كذلك صفة من صفات الرسل جميعا ، كما قال - تعالى - :

( ونفخ فى الصور فاٍذا هم من الأجداث اٍلى ربهم ينسلون * قالوا يا ويلنا من بعثنا من

مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون )سورة يس اّية 51 ،52 .

ولقد تكاثرت الأحاديث النبوية الشريفة التى تحض على المسلم على التحلى بفضيلة

الصدق ، ومنها ما جاء فى الصحيحين عن عبد الله بن مسعود - رضى الله عنه - أن

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :- " عليكم بالصدق ، فاٍن الصدق يهدى الى البر

، واٍن البر يهدى الى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق ، حتى يكتب

عند الله صديقا واياكم والكذب ، فان الكذب يهدى الى الفجور ، واٍن الفجور يهدى

اٍلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذا با "

.

ولقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم بأن الصدق كما يكون فى الأقوال يكون فى النيات

ويكون فى المعا ملات ، ويكون فى الجهاد من أجل اٍعلاء كلمة الحق ، ويكون فى

كل سلوك يرضى الله - تعالى - .

يكون فى النيات بدليل قوله فى الحديث الذى أخرجه الاٍمام مسلم فى صحيحه عن

سهل بن حنيف - رضى الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : - " من

سأل الله - تعالى - الشهادة بصدق ،بلغه الله منازل الشهداء ، واٍن مات على فراشه "

ويكون فى المعاملات بدليل قوله صلى الله عليه وسلم كما جاء فى الصحيحين عن

حكيم بن حزام رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- " البيعان

بالخيار ما لم يتفرقا فاٍن صدقا وبينا بورك لهمافى بيعهما ، واٍن كتما وكذبا محقت

بركة بيعهما ".

ويكون فى القتال من أجل اٍعلاء كلمة الحق ، بدليل أم أنس بن النضير - رضى الله

عنه عاهد الله على الصدق فى الجهاد ، ثم استشهد فى غزوة أحد ، ووجد بحسده

أكثر من ثمانين طعنه برمح أو ضربة سيف ، وفيه وفى أمثاله نزل قوله تعالى :-

( من ألمؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من

ينتظر وما بدلوا تبديلا ) سورة الأحزاب اّية23 .

ويكون الصدق فى كل سلوك يرضى الله تعالى - بدليل قوله صلى الله عليه وسلم "

تحروا الصدق واٍن رأيتم الهلكه فاٍن فيه الحياة " .

نسأل الله - تعالى - أن يجعلنا من عباده الصا دقيـــــــن

----------------