** مصداقية الانترنت...مقدمه **
** مصداقية الانترنت...مقدمه **
مقدمة
فإن القول ما قالت حذام ..... إذا قالت حذام فصدقوها
للحصول على معلومة ما، تجدك تتجه نحو ثلاثة اعتبارات غالبا: مصدرها وجوهرها ومظهرها، والارتباط بهذه المحاور وثيق في ابتنائه على ركيزة هامة، ألا وهي المصداقية، ومن هنا برزت أسماء في التاريخ في مختلف الحقبات واللغات والفئات محور بروزها الصدق والمصداقية،وعلى رأس هذا الهرم الأنبياء الكرام عليهم السلام.
كما تطور شكل إيصال المعلومة سواء بلسان الحال أو المقال، فمن كلمة لشعر وخطبة واعتلاء منبر، لرسالة وكراسة وكتاب ودفتر، وصحيفة أو جريدة ومجلة، لمذياع وتلفاز وهواتف وغيرها، حتى أتت طفرة الانترنت لتحتوي ذلك كله وتبرزه وتستقي منه في مصدره وجوهره ومظهره.
الانترنت
نشأت فكرة الانترنت منذ العام 1960م في الولايات المتحدة الأمريكية لاحتياج عسكري، وأخذت تتبلور تدريجيا فكانت أول انطلاقة عملية في العام 1969م، لتكون الانطلاقة البارزة في التسعينات وتحديدا 1996م، ثم انطلاقة الويب 2 في العام 2004م.
والزاوية التي أنظر منها تسلط الضوء على الانترنت في ذاته من حيث الارتباطات التشعيبية Hyper Link ، وفي عموم كونه وسيلة لها وجهان في استخدامها، الخير والشر “أسألك من خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره وشر ماصنع له“، ولفتح آفاق مستقبلية من واقع حالنا في استخدامه والتعامل معه، بين أناس يرون أن الانترنت هو كل شيء في الحياة وآخرين يرون أنهم لن يصبحوا من مرتاديه البتة، فلا إفراط ولا تفريط.
مصداقية الانترنت
وهنا سؤال يتبادر للذهن، ما الذي تعنيه مصداقية الانترنت؟ وما الذي يبحث عنه زائر الموقع ليجد هذه المصداقية؟
1. مصداقية المصدر: دون شك أول ما يطلبه الزائر في الموقع ألا يقدم له معلومة خاطئة “الدقة“، وبعد ذا ألا يكذب في أخباره ومعلوماته “الصدق“، وأن يبتعد قدر الإمكان عن الفرقعات الإعلامية والعبارات الموهمة “الموضوعية“، بعدهما ألا يرجح كفة ميوله أو توجهه ولو لم يكذب “الحيادية“، وبعد ذا أن يكون واضحا مرنا يقبل النقاش والحوار “الشفافية“.
2. مصداقية الجوهر: في المعلومة ذاتها، فالزائر يبحث عن معلومة لها مصدر واضح “التوثيق“، وعن موقع لا يقدم له أي شيء بل يهديه “خلاصة” بحث أو نقاش أو حدث، إضافة لعصارة “خبرة“، والذي يعنيه شخصيا من كل ذا هو مدى ملامستها وعائدها له “النفع“، ومع الارتباطات في عالم الانترنت تصبح الحاجة لفتح الآفاق والإحالة على أفكار جديدة أو المصادر الأساسية مطلبا أيضا “الاتساع الشبكي” و “قتح الآفاق” لمعارف وعلوم جديدة عبر رابط خفي، وما أروع أن يتوج كل ذا بـ “التخصص“.
3. مصداقية المظهر: وهو فن يرتبط بالأسلوب أو الوسيلة الأنسب للحال والمقال، فيبحث الزائر عن “ملائمة” الموقع و”موائمته” فنيا وتقنيا، وأن يجد ما يريده بلا توهان أو تعقيد “سهولة الاستخدام“، وهذا مبحث واسع مجالاته وتطوره، والمهم هنا تطابق “انعكاس” مضمون الموقع مع شكله ومظهره.
والخلاصة أن يصبح الموقع في توازنه ومصداقيته مرجعا يعود له الزائر قبل غيره، ومصدرا يستقي منه ويحيل عليه الآخرين لما سبق ولما وجده من نفع وفائدة، إضافة لكونه بيئة مثالية آمنة مضمونا وتقنيا.
ماذا نريد في مصداقية الانترنت
سيشمل الحديث عن مصداقية الانترنت عددا من العناصر، بهدف توثيق التجربة وتطوير الثقافة العامة ضمن ثقافة الانترنت حول هذا المضمون وتبادل الخبرات، كما يمكن تطويرها لتصبح بحثا يشترك فيه من يحب، ومن الممكن جدا بناؤها لتصبح دورة تدريبية متخصصة، وقد حرصت في هذه السلسلة أن تكون من واقع الحال ومنظور المستخدم العربي، ومن خلاصة تجربتي في عالم الانترنت، والعناصر هي:
مقدمة - المصادر والمراجع - المحتوى – الهيمنة – الانعكاس الأخلاقي والتربوي – نصائح وخطوات عملية – الخاتمة
وبذا نكون قد ابتدأنا العنصر الأول في مقدمة موجزة عن فكرة مصداقية الانترنت، وإيضاح العناصر القادمة لهذه السلسلة، وفتح المساحة للمبدعين والمهتمين ببسط آرائهم ومقترحاتهم، والطريف هنا أنها المرة الأولى التي ارسم فيها خارطة السلسلة بطريقة الخرائط الذهنية mind mapping .
وقد كان ابتداء الكتابة في هذه السلسلة ورسم خريطتها الذهنية صباح يوم السبت 3 جمادى الأول 1431 الموافق 17 أبريل 2010، من رحاب طيبة الطيبة، تذكرت حينها أبيات كثير عزة:
خليليَّ هذا ربعُ عُزَّة َ فاعقلا....... قلوصيكُما ثمّ ابكيا حيثُ حلَّتِ
ومُسّا تراباً كَانَ قَدْ مَسَّ جِلدها..........وبِيتاً وَظِلاَّ حَيْثُ باتتْ وظلّت
ولا تيأسا أنْ يَمْحُوَ الله عنكُما ..........ذنوباً إذا صَلَّيْتما حَيْثُ صَلّتِ
Aya.z- -:-> مشرف مميز <-:-
- عدد المساهمات : 1159
تاريخ التسجيل : 16/09/2009
العمر : 31
إجرام بإحترام- -:-> عضو مـــــاسي <-:-
- عدد المساهمات : 557
تاريخ التسجيل : 23/09/2009
العمر : 32
الموقع : https://excellence-545.alafdal.net
sara- << مشرف عــــــــام >>
- عدد المساهمات : 1573
تاريخ التسجيل : 20/09/2009